Responsive Ads Here

الخميس، 17 مايو 2018

رمضان :) هلموا هنا شويتين

أهلاً !
بسبب محادثة مع صديقة تويتريه عزيزه عالقلب ، تحمست اني انزل لكم يوميات رمضانيه و هكزا ❤️
ف هذي التدوينه ماهي الا افتتاحية عشان بس تعرفون نيتي ..
رمضان بأمسك فيه نظام غذائي فبتكون فيه اطباق صحية و منوعه بتشوفونها هنا بإذن الله ..
اللي حاب يمسك نظام غذائي معنا و يستفيد ياخذ طلة هنا ..
هذا جدول رمضاني متكامل للي يبي يمشي عليه ..

لتحميل الجدول :
https://www.4shared.com/s/dJx1a4wuf

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

الطباعة على القماش

صباح / مساء / عصر / مغرب الخير 😂❤️ 
موضوع اليوم بيكون عن طباعة صورة على القماش ، و استخدام القماش المطبوع بعمل يدوي ^_^ .. 
نبدأ الدرس ؟ 



طيب ، الأشياء اللي نحتاجها لطباعة القماش : 
قماش 


ورق طابعة لاصق عادي a4 





مقص 














و الأكيد بعد طابعة ، انا هنا استخدمت طابعة نافثه للحبر 


الطريقة : 

اولاً نفرد القماش اللي نبيه على الطاولة


نجيب ورقة من القماش اللاصق و نلزقها عالقماش و نتأكد ان القماش مستوي ومافيه انتفاخات




نقص حواف الورقة






ندخل الورقة باتجاهها الصحيح ( القماش عند الجهة اللي بينطبع عليها ) 


نختار صورة ذات جودة عالية و نطبعها 



و بكذا نكون انتهينا من طباعة الصورة على القماش .. 
اتمنى انه واضح لكم ^~^ 






أدبي - قصة

((العقل المعدني ))

بينما كانت الأمطار تغرق جزيرته وتخفيها من معالم الخريطة ، خرج هو للحياة ..
رحل كل شيء مع رحيل أرض الوطن ، تفرّق الأصحاب .. تطاير كل شيء وانتشر ، كما لو كانوا قطرات هذا المطر ..
هاجرت أُسرته فوق قارب صيد ورحلت إلى أقرب مرفأ..
وصلت إلى برِّ أمانٍ بعد خوض تجربة الموت في وسط البحار ..
علمَّته هذه التجربة أن يكره البحر والشاطئ ، أن يكره المطر ويبغض قوسه الذي أرسل له سهاماً قتلت كل شيء في ذلك اليوم الأسود ..

هل تعلم كيف هو شعور أنك لا تملك وطناً ؟
أو أرضاً تعود إليها حينما تملّ كل شيء ؟
عندما لا تطمح لشيء آخر سوى العيش كإنسان " لو لمرّة " .

لقد علمَّته هذه التجربة كيف يكره كل شيء ، وأن يعيش لأجل أيامه التي قد كُتبت له ..
كان صغيراً بائساً قد علمته الحياة جانبها الأسود فحسب ..

أخذته الأرض مع أسرته إلى مدينة صغيرة كانت سابقاً مليئة بالبشر ، لكنهم تركوها بسبب حربٍ سابقة !
بالرغم من أن تلك الحرب توقفت إلا أنَّ لا أحد أراد الرجوع إليها ، لذا هي المكان الوحيد الذي يمكنهم العيش فيه عوضاً عن وطنهم ..

بدأت عائلته بالتعايش في هذا المكان الميت والخاوي ..
لم يتذمر أحد منهم - سواه - .. بقي يتحدث بكل غضب ، ولكن لنفسه ..
تكيفت العائلة الضائعه وحسب مع هذا المكان ..
القليل من الناس يأتون ، والندرة منهم من يقررون البقاء ..
الناس المختلفون ، ينصبُّون في هذا المكان ، يجمعهم شيء واحد ..
حاجتهم للبقاء ورغبتهم في العيش بأي ثمن ، يتشابهون في مقاساة العيش ، و الصمت رغم الألم ..
لكنه ، لم يفعل !
لأنه لم يرغب أن يحيا هكذا، منزوع من كل شيء !
انطوى على نفسه وخبأ كل هذا بداخله ، كما لو كان محرمّاً عليه البكاء والحديث عما في جوفه ..
لأنه سيقول فقط ما لا يقدر أحد على حلّه ، سيزيد الألم على كل هذه القلوب المكسورة بالفعل ، سيجعل الجراح تبدو اعمق ..
لهذا هو أيضاً يلتزم الصمت رغم أنه يشتعل في جوفه ، محتفظاً ببقية سعادة هؤلاء البؤساء ، تاركاً اياها لهم .

وفي الخفاء ، كان حزيناً لأنه لم يعش يوماً سعيداً قط !
بل لم يعرف حتى كيف يمكن أن يبتسم ..
عيونٌ ذابلةٌ وروحٌ مُعدمَة ، هكذا يمكنك أن تراه ..
بائس للدرجة التي تدفعه للغضب ، وحب الحياة أكثر ، يرغب بتحقيق أي شيء في سبيل تغيير هذه الأيام السيئة !

عاش في مدينة يستطيع أن يمتلك فيها أي شيء ، مدينة تخلى عنها كل أحد ..
مبانٍ باهضة ، لم تعد تساوي شيئاً .. يفضِّل الناس العيش في خيامٍ بدلاً منها ..
لكنها بالنسبة لكل هؤلاء ، وطنٌ لحظيٌّ يمتلكونه بالكامل .

لا يهم لو لم يأبه بشأنهم أحدٌ ما داموا أحياء ..
لا يهم طالما يعيشون مع بعضهم البعض ، ما دامت حياتهم تمرُّ مرور الكرام فقط ..


" ذو العقل المعدني " - الفتى الذي لم يعرف طعم الحياة ولم يجرّب سوى حظه التعيس فقط ، قد وجد أخيراً زاويته الشخصية !
بداخل أكثر البنايات اسوداداً وقِدَماً ، هناك .. توجد غرفة بنافذة واسعة !
إطلالةٌ فريدة لمنظر شروق لا يمكن حتى تخيله !
فالمنزل المشتعل هذا ، المتفحّم .. يجعل من بصيص أشعة الفجر شيئاً آخر .. كلمعان ألماسةٍ في قاع مُحيط !
شيء يأسر فؤاده المنكسر ، ويعيد له روحه من جديد ..

يأتي إلى هذا المكان كلما اسودّت الحياة في وجهه - ليتنفّس !-
كما لو كان غريقاً قد سحبه أحدهم من قعر المياه ..
يتأمل فحسب هذا الكون / ونفسه ، فينسى كل شيء آخر ..
اتخذ منها منزلاً لخياله وأحلامه وأفكاره وأوهامه ، لضحكاته ودموعه ، لصراخه وبكاءه .
يصبح فيها مجنوناً كما يشاء ، هي كل شيء بالنسبة له ..

في إحدى المرات وبينما كان يفعل حركاته الجنونية ، سقط جواره جزء صغير من سقف تلك الغرفة ، كان مرعوباً لأنه ظنَّ أنَّ هذا المكان أيضاً سيترامى ويُدفن ، لذا هرب منه بعيداً .. لكنه لم يلبث طويلاً وعاد إليه ..
وهناك .. في تلك الغرفة المتفحمة ، وجد شيئاً مختلفاً ، شيء آخر لا يقارن بألماسته المشعة خلف زجاج النافذة ، ولا موطنه المفقود ، وجد هدفاً يحيا من أجله ..
خريطة كروية - وكتبٌ مهترئة لم تصلها نيران هذا الحريق السابق ، الذي قد دمّر كل شيء في هذه البناية ..
وجد مخزناً مهولاً من الأشياء الغريبة عليه فوق السقف !
كان مخزناً صغيراً ، يحمل كل شيء بداخله رائحة صدأ ، كان محمياً بشكل غريب ، كما لو كانت بقعة اخرى في مكان آخر ..
لم يتأثر هذا المخزن بأي شيء !

بدأ ذو العقل المعدنيّ بقراءة كل هذه الكتب والبحث في تلك البناية عن مخازن أُخرى كهذه ، لكنه لم يجد شيئاً سواها .
لذا أكمل قراءته وربط كل شيء ببعضه البعض ..
هناك .. تعلم أشياء كثيرة لوحده !
تعلَّم جانب آخر عن الحياة لم يكن يعرفه سابقاً ، بدأ بفهم هذا الكون بشكل طبيعيّ أخيراً !
وهناك أيضاً تعلم أن البحار كثيرة واسعه ، وأن الأمطار نعمة والحياة كذلك ..
انغمس في فهم الحياة ولم يلاحظ أنه لم يكن في كل تلك الكتب ، كلمة أو حتى بقعة تُلمِّح لوجود وطنه !
لم يلاحظ أنها مختفية أيضاً رغم قِدَم هذه الكتب وكثرة التفاصيل فيها ..
لم يلاحظ وطنه ، لأنه لم يتذكر وجوده بعد - في عقله على الأقل - ، لقد نسي وطنه المنسيّ  أمام كل هذا الكون الواسع ..
لقد نسي غضبه وألمه وحزنه ، وبدأ كشخص آخر يعيش حياةً مغايرة عمّا كان يحسبه !
لقد أسرته الحياة التي كسرته ، وأخذته إليها فحسب ..
فأحبها وأحب هذا الكون بجنون ..
انغمس فيها حتى انهى قراءة كل تلك الكتب ، بدى متحمساً أكثر من أي أحد ..
وعندما خرج من زوبعته .. صدمته أوجه هؤلاء الأحياء من حوله .. جعلته يتذكر كل شيء ..
بدى وكأنه مخدوع ، مخدوعٌ من قِبَل الحياة ، والأوراق ، مخدوعٌ من قِبَل السعادة ، والأحلام .. مخدوعٌ من قِبَل نفسه أولاً ..
حسناً .. هذا هو الكون الرائع ، وهنا أنا .. في أحلك نقطة في هذا الكون ..
لقد بدى و كأن روحه قد حلَّقت بعيداً في ذلك اليوم ، ثمَّة شيء مات بداخله .. لا يمكن لأي أحد إعادته ..

ضلَّ على حاله ، حتى تفاجأ بعودة أحد سكان المدينة الحقيقيين ، قد ذاقوا من الأذى ما ذاقوا ، للدرجة التي قرروا بها العودة لديارهم والموت فقط في منازلهم ، لكنهم لم يتوقعوا وجود كل هؤلاء الناس في المدينة ..
أعطاهم شعوراً غريباً .. كما لو أنهم غُرباءٌ أيضاً في أرضهم ، لكنهم كالجميع اعتادوا على العيش والتعايش ..

من بين أفراد تلك العائلة ، فتى عمره مقارب لعمر ذو العقل المعدني ، انخرطوا الإثنان سويّا ، تحدثا عن حياتهما ، وبلا شعور حصل كل واحد منهم على أول صديق له في حياته !
أخذا بعضهم البعض في جولة لمعالم المدينة ، أحدهم يصف الأماكن السابقة وأسماءها ، و الآخر يصفها كما هي بعد تغيرها ..
أخذ ذو العقل المعدنيّ صاحبه ليريه إطلالة الأشراق ، لكنَّ صاحبه رفض الدخول !
لأن هذا المكان كان سبب بداية الحرب التي حصلت لمدينته !
علِمَ ذو العقل المعدنيّ أنَّ سبب تفحّم ذلك المنزل لأن كل سكان المدينة قد احاطوه بالنيران ، كأنما يضرمون غضبهم فيه ..
لأن صاحب المنزل قد تركهم للحرب وذهب إلى العاصمة يحتفل مع أصحابه على أنغام صراخ سكّان مدينته !
لذا ، لا يمكن لأحد أن يرغب بدخول سبب هذه المأساة ، بل وكيف يسعد بداخلها ؟
حينها بدأ ذو العقل المعدني بالتفكير من منظورٍ آخر ، ماذا لو كانت تلك الكتب والأشياء الغريبة .. أشياء مختلقة ؟
لقد كانت خيالية للدرجة التي تفوق خياله حتى ، و لهذا أسَرَته ، لأن الواقع لم يأسره يوماً حتى ..
ثم أصبح يفكر في ماهيتها ؟ وسبب وجودها ..

بدأ هو وصاحبه يحلّان هذه المسأله ، يحاولان اكتشاف الحقيقة بين الخيال ، واستئصال الخيال من الحقيقة .
وبعد بحث يتلوه بحث .. وجدوا جثة الرجل - صاحب المنزل - في قبو المنزل تحت منضدة خشبية كبيرة سوداء اللون ، قد غطت رائحة الحريق على رائحة الجثة القابعة أسفلها !
و قد اخفت معالم كل شيء ما عدا جثة واحدة بيد ذات ستة أصابع تطابق أوصاف ذلك الرجل الذي قد مقته الجميع ..


الحياة التي قد قست عليك ، ولكنك ما زلت حياً محبوباً فيها ..
بدأ الإثنان بتقدير حياتهما ، بشكلٍ أكبر وأعمق ..
حياة ذلك الرجل الغنيّ بدت بائسة أكثر ، لأنه لم يقم أحد بالبحث عنه بأرجاء المنزل ..
لقد صدّق الجميع كذبة أحدهم فقط ..
بل شتموه ، وكرهوه .. وهو الوحيد من بينهم الذي لازم منزله - رغم اشتعاله .. ومات فقط بداخله ، لسبب لم يعرفه هو بعد ، ثُمَّ لم يبحث أحد عنه ، حتى هذه النقطة .

جعلهم هذا يتسائلون ؟
ماذا لو أنهم هم من بدأو هذه الحرب ؟
ماذا لو أن الجزيرة التي غرقت كانت جزءاً من البحر ، لكنها لفترة ما قد برزت كأرض ثم عادت إلى البحر ..
خطأ من يكون حينها ؟

ماذا لو أنَّ الحياة لم تكن بتلك القسوة حقاً لو أننا لم نُدِر ظهرنا لها ..
ماذا لو أننا فهمناها حقاً ؟
ماذا لو أننا توقفنا عن النحيب وانطلقنا نبحث عن متنفس ؟
لو أننا فقط وجدنا انفسنا وعشنا كما نريد بالطريقة التي أوجبتنا عليها الحياة ؟
لاشيء يهم سوى أن تحيا ! تحيا بطريقة تشعرك بالسعادة .. حتى لو أحاطك ضعف وشعرت بعدم المقدرة ، لربما ما تسعى جاهداً نحوه .، يسحبك إلى مالا تريد ..
وما يسحبك إليه جاهداً ، تحاول الفرار منه !


تغيرا هؤلاء الإثنان ، لم يفكرا بتغيير أي أحد ..
لكنهما أرادا صنع الحياة لهما ، و إعادة تلك البهجة المفقودة ..
التي كما لو أنها مُنعت من المشاركة ، وحرمت على الجميع ..

مهما حصل ، أنت تملك الحق في أن تبتسم ، وتحلم ، وتعيش ..
لا أحد في هذا الكون سيسلبهن من جوفك ...
لذا انسَ كل شيء ، و عش بقية حياتك كما يجب فقط !
ولا تتجاهل فرصة سعيدة ، تتركها وراء ظهرك ، فتبكي عليها حين تبتعد ..
عش فقط ، حياة كُتبت لك أن تعيشها ، كما تُحِب ، وتسعَد .

- تمت -



الاثنين، 7 نوفمبر 2016

صفير | أدبي

 


عندما لا يروق لك شيء 
بإمكانك إغلاق أُذناك و عيناك و شفتاك . 

و عندما لا تحتمل البقاء بإمكانك رفع يُمناك و أخذ فترة استراحة .. 

ولكن .. ماذا لو كان هذا اللي يُزعجك يرن في طبلة أذنك ؟ 
و يهمس لك بداخلك ، و تُبصره في الظلام حتى ؟ 
كيف تتجاهله ؟ 

هل تظن أنه سيبتعد لو قُمت بالنوم ؟ 
لا تملك سوراً لتحرس أحلامك من كوابيسها حتى ! 
لذا لا تحاول التفكير بالأمر .. 


كيف تتجاهله ؟ 
كان هذا هو السؤال الذي لا يمتلك احدهم له جواب ! 
لأنك بالطبع لا تستطيع التجاهل في حالة عميقة كهذه ! 

قُل لي كيف تستطيع تجاهل امر يجول في عقلك كل لحظة و كل ثانيةٍ و كُل دقيقة ؟ 
بالطبع لن تستطيع !!!! 

في المرة القادمة اذا اردت اختفاء شيء من ناظرك ، 
لا تختر التجاهل .. لأنه إيقاف مؤقت للمشكلة ! 

قُم بالصفير في أُذنك ، نغمةٌ ما تعرفها انت .. 
لحنٌ كان يأخذك بعيداً ، لخارج الصندوق .. 
حتى تستطيع حل مُشكلتك .. و تخرج .. 

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

بوك جلدي

الباترون :
المربع الواحد = ١ سم
( القطعة ١/٢/٣ يتم صنع ٢ من كل واحدة منهن) لكنني وضعتها بهذا الشكل لتكون اوضح فقط .
القطعة ٢ فوق قطعة ١ و أسفل قطعة ٣ .. الفارق بين قطعة ٢ و قطعة ١ هو ان الثانية أقصر ب سم واحد ..
قطعة القماش الداخلية تكون مطابقة لمقاس القطعة الامامية ..
و هي أيضاً مكان إضافة القطعة الأمامية بعد خياطهما ( القماش و القطعة الخلفية ) ..

المقطع التوضيحي في يوتيوب :
http://youtu.be/4meaY6lWOMw




ملاحظة :
يرجى تجربة المقاييس على ورق اولا لتلافي الأخطاء فقطعة الجلد ليست الخيار الاول للتجربة !
بالإمكان الاستعانة ببعض الادوات الخارجية إن لم تتوفر القطع المطلوبة ..
يفضل أن يكون الجلد طبيعياً ..
بعد الانتهاء من صناعة البوك بإمكانك استخدام لون قماش مقارب للون الجلد و تقوم باستعماله في حواف الجلد المقصوص ليعطي شكلاً مرتباً أكثر و ملمسلاً أكثر نعومة..


و في الختام أتمنى أن يكون المكتوب مُفيداً ..
سأكون سعيدة إن قُمتم بمشاركتي بما تصنعون *,^
الوداع 💖

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

أدبي ~ مذكرة اغسطس

أوراقٌ ممتدة من أغسطس حتى وقت سابق .

إنها روحُ المُذكرة .. 
مشاعر ناتجة من رؤية أحداث درامية على الشاشة .. 
من سماع صوتِ رنان وأنا في وسط انغماسي في عمل فنيّ ..
أو من مشاعر عابرة رفضت أن تُغادر في هدوء .. 


........
-١- 

اسمعني .. 
هذا العالم الواسع .. قد يكون خانقاً .. 
وهذه البُقعة الضيقة قد تتسع لك كُلها .. 
.........

.........
-٢-
أصبحت أشعر بشيء مختلف في داخلي .. 
هل كُنت خائفاً طوال تلك المُدة ؟ 
عندما يهطل المطر .. شيء حزين يتداخل بين قطرات المطر .. 
يسيل من بينها خفيةً .. 
يُغطي العيون كُلها .. يغمرها وحده .. 
يتساقط .. شيئاً فشيئاً حتى يتوقف هذا المطر المؤلم .. 
يطغى صوت البُكاء على صوت المطر .. 
يكشف كُل ذلك الخفاء .. لا أعذارٌ أُخرى تُقال .. 
..
لا أحد يعلم بعد ما سر هذا السكون .. 
عاصفة تمر و اخرى بعدها .. 
لا أحد يفهم لماذا لا تزال في وسط كُل تلك الآلام .. 
لستَ شجاعاً لتلك الدرجة .. بل انت خائف .. مذعور حتى الموت .. 
تتمنى لو كان الامر بيديك حتى تهرب .. 
ولكنك تغرس رأسك كالنعامة خائفاً من كُل هذا الكون .. 
و كأن بإمكانك التجاهل حتى !! 
انت .. انت ذلك الخائف وحده ! 
انت ذلك الأحمق الذي لا يقدر على انقاذ نفسه .. 
و رغم كل هذا الجُبن .. انت تنجو بإعجوبة !! 
و كأنه قدرك ان تستمر .. تستمر .. و تعيش كُل هذه الآلام .. 
التي يعتقد الآخرين انها تزيدك قوة .. 
إنها تقتلك .. 
أحلامك في المساء لا تتوقف عن الازدياد رعباً .. 
.. 
لماذا .. 
لماذا يعبر كُل هذا فوقك .. 
لماذا .. لماذا لا تهرب من كُل هذا الألم !! 
لا أحد يود إنقاذك .. أنت شجاع وحدك بالنسبة لهم ! 
يعتقد المارة من حولك .. انك من قرر البقاء .. 
و انت تتمنى ان تبتلعك الارض قبل ان تُصبح ما انت عليه .. 
انت .. خائفٌ أكثر مما تتوقع .. 
جبانٌ أكثر من المُعتاد .. 
لا تعلم بعد كم سيصمد ذلك الواقف مكانك .. 
و متى ستستطيع الانطلاق هارباً لو لمرة .. 

.........

........
-٣-
كان لدي حُلم جميل ، لكنني اضعته عندما اجهشت في البكاء بلا سبب .. 

لا اعلم و لكنني سمعت صوتاً حزيناً يعبر في داخلي ، قادني نحو مقطوعة طويلة من البكاء .. 

لا شيء كان لينقذني منها .. 

لا شيء .. 

-

.............


..............
-٤-
كيف اذا ما الرِمال مُدَّت ، و غطت كُل ما فيك ..

............

.............
-٥-
عبر الجسر فتى ، لا يعرف كيف يخطو بعد .. 
مر من فوقه كأنه فوق السحاب .. 
لم يعتد على قدميه .. لم يعد يعرف / يفهم كيف يشعر .. 
مر فوق الجسر ماء باردٌ كالزمهرير .. 
جمَّد العابر السائر الحائر .. 
اوقف الأتراس حتى .. اوقف الوقت السريع .. 
الفتى لا يستطيع .. عاد كالطفل الرضيع .. 
كاد حُلمُ الأمس حقاً أن يضيع .. 
..........

.........
-٦-

أيها الحالم ، كم طيورٌ تُغني .. 
نائمٌ انت حقاً ، غارقٌ في الجَمال .. 
نور طيفٍ رائعٍ مر مثل الخيال .. 
أيها النائم ، لست تعرف بعد .. 
ما سِرٌ هذا كُلُّه .. 
أنت كالمجنون ، لا يفقه نفسه .. 
ضائعٌ في عالمٍ مجهول .. 
لا تسمع صوت الندى في الصباح .. 
لا تشعر حتى بارتياح .. 
كُل يوم يضيع ..
 انت لا تفهم حقاً .. 
انت لستَ جزءاً من هذه الأحلام !! 
كُل ما في الأمر ان الوقت يمضي .. 
كُل ما تراه ، لديك وحدك .. 
اذا ما اختفيت من دُنياك ، ضاع مجدك .. 
كُن واعياً .. كُن واضحاً نحو الحياة .. 
كم من طيورٍ تُغني ، تنتظر رَدك .. 

.............

.............
-٧-
هل لاحظت .. أن الجدار الذي تتكئ عليه متصدع .. 
و السياف القابع خلفك ليس سوى جثة ؟ 
ان الطريق الذي تسير عليه يهوي كجسر متحطم .. 
و الحصان الذي تحارب فوقه ينهق ؟ 
ألقِ نظرة إلى جماجم أحبابك جوارك .. 
ألقِ نظرة إلى حُلو الحياة كيف يحوم فوقه الذُباب .. 
و إلى الماء العذب كيف يسيل كاللعاب .. 
انت لست هُناك كما تظن .. انت هُنا .. 
.............

............
-٨-
يتهرب ..
لأنه يعلم انك لن تتركه في حال سبيله .. 
انك ستدمر باقي لحظات حياته .. 
يتذمر ايضاً في صمت .. 
صوتك يُشعل شُعيرات الألم العميقه في احشاءه .. 
كلماتك لا تترك احداً في مأمن ..
جُن جُنونه .. 
و ارتمى على الأرض بلا حراك .. يائساً .. 
وكأنه يقول ، هاكم خذوني .. أنا مرمي هنا و هناك ..
صوتي الشجيُّ أنّاتٌ و آهات .. 
يتهرب ذلك المرعوب في داخله . لأنه يخشى لقاء المزيد من الأذى مع لقائك ..  

..............

..............
-٩-
إلى ذك الوطن المُمتد من أقصى الشرق إلى الغرب . 
إلى تلك الأراضي المُحتلة ، و المجاعات المنتشرة رغماً عن الجميع .. 
إلى كُل هؤلاء البشر الغافلين عما يحدث في هذا الكون .. 
إلى بلد الحُرية المبنية على حُريات الآخرين ،. 
و مالكي الأفلام العالميه الجاهلين حقيقة هذا الكون ، المعتقدين أنهم و إن صوروا هذا الكون في فُتحة عدسة ضيقة سيبدوا الكون كما أرادوا .. 
إلى ذلك الظِل الخفي .. القاطن وراء مشاهد الجريمة البشعة في كل الحروب .. 
و ذلك القلب الميت الذي لا يأبه في حياة بقية القلوب .. 
إلى من يهتم لنوادر المعادن و الأحجار و الكنوز ..
و من يعرف الجمال و البهاء .. 



الأرضُ السابحة في الفضاء .. 
هي دُرَّةٌ حيّة نقطن عليها .. 
هي حجر حالما يمر النور من فوقه يُظهر ألواناً لا تُحصى .. 
تتغير لا تتوقف .. 
فلا تجعلوه دموياً أليماً .. 
لا تؤذوه .. 
هذا الكوكب هو دُرَّة هذه المجرة ..
هو موطن الحياة الذي نعرفه .. 
ملجأنا الوحيد قبل ان يرحل كل منا إلى خالقه .. 
لا تجعلوه قاسياً على الجميع .. 
الأرض .. دعوها أكثر هدوءاً و سلمية ! 

..............

..............
-١٠-
ذهبتُ إلى رحلة غريبة مع شخص لا أعرفه .. 
تحدثنا عن الكثير من الأمور التي كُنت أجهل أني أعرفها في الحقيقة .. 
انتهت الرحلة القصيرة ، و أنا أصبحت أُفكر فيها أكثر .. 
أظنني حزينه .. الأمر مؤلم .. بل ربما أنا غاضبة .. 
لم تأخذني هذه الرحلة إلى الأماكن .. 
بل أنني لم ألحظ وقتها أين أنا .. 
كُنت استمع و أُشاهد ذلك العقل الذي كُنت أتحدث معه و أستمع إلى آراءه .. 
و أُخبره أيضاً بما في داخلي حول كُل شيء قال لي عنه ..
كان حُلماً غريباً .. 
لم نكن نتجادل ، او نتناقش .. 
كانت محادثه طويلة .. تحدث كُل منا بها عن ما يشعر به حيال العالم .. 
عن من ظُلِموا في هذا الكون .. و عن من ظَلَموا .. 
عن ذلك العَلم المزيف .. الذي سرق أرضاً طيبه .. 
عن كُل امرء عاش في جحيمٍ لا ينتهي ، ثُمَّ لا يهتم بشأنه أي أحد .. 
عن شخص ظن أن للأمر نهاية حتى عرف أنها نهايته وحده .. 
تحدثنا .. و قُلنا لبعضنا البعض عن كُل آلام هؤلاء البشر .. 
هؤلاء الغير قادرين على الحياة .. 
كان الأمر مؤلماً .. 

لم يكن من أتحدث معه شخصاً اعرفه .. 
كان عابراً مثلي .. في هذا الحُلم الغريب ..
وحتى وصلت إلى نهاية هذا الحديث .. 
استيقضت بكُل هدوء .. مستمره في التفكير حول ما كُنا نتحدث بشأنه .. 
نسيت من يكون ذلك الشخص .. 
نسيت كيف هو المنظر خلف النافذه .. 
نسيت أين كُنا و إلى أين ذهبنا ؟ 
بقي الحديث .. فقط الحديث الذي جعلني أقول كُل شيء بكل هدوء .. 
ياله مِن حُلم هادئ .. و صادق .. 

.............

............
-١١-
ستعبر الشهور القادمة و تنتهي السنة الهجريه فتتلوها الميلاديه .. 
و يمضي الوقت أسرع مما كُنت تتصور .. 
أنت لا تعلم بعد إن كان الأمر معتمداً على هذه السنة فقط .. 
هل تنتظر حياتك حتى تنتهي كُلها ، ليبدأ شيء ما ؟ 
العام الجديد يبدأ عندما تُقرر أنت متى يكون .. 
............

...........
-١٢-
أكاد أجزم أن ظُلمة الليل الطويل ، هي موطن الراحة في بردٍ قارص لا تستطيع الحراك فيه .. 
و دفء النور دفء النار حين لا تقدر يداك أن تُدفء بعضها البعض .. 
و حين يُنادي مُنادي الفجر .. يصنع الصيف بابه للشتاء القارص .. فتبدأ شُعلة النجم الكبير بتدفئة المكان تدفئة شامله حتى يستطيع من لا يستطيع أن يُكمل عمله المتوقف أثناء الظلام .. 

لايهم ما تغيّر في الدُنيا من أحوال .. 
و كم تطورت الدُنيا و كيف أصبحت .. 
تبقى اهمية نوم المساء و راحة البال .. 
ولو ان التطور يُنقص من حياتنا لرفضناه بكل ما لدينا .. 
لكن .. نحن نقتل أياماً حقيقية دون علمنا .. 
كما لو كان هذا مجرى الحياة الطبيعي .. 
نمدح عقولنا الجباره لهذا التطور ، و ننسى أهمية أجسادنا في موقف كهذا .. 
يكفي أننا بدونها عاجزين عن عيش حياة حقيقية .. 
............

............
-١٣-
البعض ، عندما يحاول الوصول إلى القمة .. 
يكتشف أن لديه رهاب المرتفعات .. 

.........

.........
-١٤-
يشاع أنك كاذب ؟ 
- هل تقول الشائعات الحقيقة ؟ 
إذا يُشاع بأنك صادق ! 
- ليست كُل الشائعات كاذبة ..
...........

............
-١٥-
هل تُدرِكُ أننا أعداء ؟ 
لا يرغب أحد أن يجمعنا بـ لقاء !
،..........

..........
-١٦-
يُشير الظِل الطويل إلى رقم عشرة ، ما هو الوقت الان يا أُمي ؟ 
( ساعة ضوئية ) 
.........

.........
-١٧-
يهمس كثيراً لأُذنه اليُسرى ، ذُباب مسكين يبحث عن مُستمع :( 
أراد المُستمع أن يُربت على ظهره ، و في عينيه شيء غاضب تجاه ما حَدث للذُباب من مصائب ، ولكن لابد و أنه أخطأ في التربيت عليه اقوى من المعتاد ، لعل من الخِيرَة أن تنتهي مصائبه على يد مُستمعه الوحيد .. 
..........

..........
-١٨-
- استطيع الكِتابة بكلتا يداي ، هل تعرف هذا ؟ 
حقا ! أرني ذلك $.$ !! 
- أعطني هاتفك &) 
هل تُريد برنامجاً مُحدداً للرسم ؟ 
- لا لا الأمر أبسط مما تتخيل .. أعطني الهاتف سوف تُشاهد ذلك ! 
تفضل * يسلمه الهاتف بتعجُّب * 
- ماذا ترغب أن أكتب لك ؟ 
أي شيء يخطر في بالك *^* 
- حسنا سأكتب أي شيء 
* ينقُر * أ* - *ي* - *  * - * ش| 
أعطني الهاتف =_= ! 
- لم أنته بعد ! 
سأُنهيك لا تَخف ! أعطنيه ! 
* تم تسليم الهاتف - غُبار منتشر * 
..........

...........
-١٩-

كيف تطرق بوابة الأحلام ؟ 



إن في يديك ألف طريق حتى تصل .. 
لكنك ما زلت واقفاً خلف خط البداية ، تنتظر صفارة الإنطلاق .. 
ولا تعلم متى تسمعها ، هذا وإن كانت ستُطلق .. 
لا تعلم إلى أين ستأخذك قدميك ، و ما مدى سُرعتك .. 
لا تعرف بعد إن كانت النهاية هي مبتغاك .. 
لكنك لا زلت لم تفكر بعد بكل هذا .. 
انت تنتظر ان تعبر فقط حتى يبدأ كُل شيء .. 
و كأنك قادر على التفكير بينما تنطلق .. 
و كأن كل شيء من حولك مجهول تماماً .. 

...........

...........

-٢٠-
بصوتك الحزين .. أنسيتني كُل مشاكلي .. 
لم أعد آبه لما يُحزنني بعد الآن .. 
لكن .. بدأت بحمل مشاكلك انت .. 
لذا .. لا تبكي .. 
لا تبكي أكثر .. 
استطيع إيقاف دموعي ريثما أشاء .. 
استطيع تجاهل حزني متى ما اردت .. 
استطيع توبيخ نفسي عوضاً عن الجميع .. 
استطيع اتهام نفسي متى ما اردت ، 
استطيع ايقاف هذا الألم لوحدي !
لكن .. اخبرني .. كيف أُوقف هذا الحُزن الذي يجري بعروقي كلما فكرت بك ! 
كيف .. أوقف هذا الشعور بالذنب عندما لا استطيع مساعدك .. 
عندما اريدك ان تنسى كُل شيء .. 
لا استطيع .. لأني أعلم صعوبة الأمر .. 
لا اريد اجبارك على ايقاف دموك كي ابتهج أنا ،. 
اريدك ان تبتهج وحدك .. لستُ أنا المتألمة .. 
بل انت .. 
............

............
-٢١-
هل كنت تسمعني عندما كنت اتحدث بهذا الهراء ؟ 

.. 

لا تهتم .. إن كل ما أقوله لا يعني شيئاً في الحقيقة .. 
لا أعلم إن كنت فهمته بشكل خاطئ أم لا .. 
أنا فقط .. اتحدث أحياناً بما لا أعنيه .. 

هل كنت تعلم عن ذلك الكتاب ؟ 
أنا فقط كنت أقرأه بصوتٍ عالٍ .. 
لم أكن أقصد نفسي به .. 

أحياناً أحاول مجاراته .. 
أحاول سرقة شخصياته .. 
أحاول اكتشاف المزيد الذي لم يعرفه الكاتب .. 
كما لو كُنتُ معهم حقاً  .. 
و استمر بالقرائة لتذكيري بما حدث لهم حينها .. 

أنا حقاً سعيدة .. لدرجة التي تجعلني أبكي .. 
لهذا رجاءً لا تهتم بما كنت أقوله سابقاً .. 

فقط ارحل ولا تهتم .. 
...........

...........
-٢٢-
لا يهم كم من الوقت أضعته .. 
هل وجدت ذلك الشيء المهم الذي تبحث عنه ؟ 
هل انتهت هذه الفوضى العارمة التي أحدثتها ؟ 
لا يَهم كم من أسى شعرت به .. 
هل يئست في نهاية المطاف !! 
هل نسيت لماذا بذلت كل هذا الجهد !! 
هل تجاهلت السبب الذي يجعلك مستمراً حينها رغم كل الألم و الخوف ؟ 
لا .، لا تظن بأن ما تفعله الآن هو إضاعة لوقتك .. 
بل انت تُضيعه عندما تتوقف الان .. و تجعل كل ما فعلته يذهب هباءً .. 
لا يهم ما تشعر به الان من أسى .. 
كل هذا سيمضي .. 
سيمضي كما لو لم يكن !! 
أنت فقط توقف عن التفكير بالأمر .. و استمر .. 
استمر حتى يُصبح ما فعلته قيّماً .. 
.............

.............
-٢٣-
المال الذي يجلب لك أصدقاء 
يُفرقهم عندما يذهب .. 

...........

...........
-٢٤-
عندما ُيفضلون الناس الخيال أكثر من الواقع 
و الماضي أكثر من الحاضر 
يتوقف الناس عن دعم انفسهم و تطويرها ، لأن من المحال لهم ان يبدو الخيال واقعاً ، 
و عندما يُهَمِّش الناس نوابغ و بطولات الحاضر عندما يستمرون في التحدث عن ابطال الماضي و أنه لن يوجد مثلهم هذه الأيام ..
سيستمر العصر في التجمّد بلا حراك ، 
و يخلِّد التاريخ أسوأ العصور .. 
تخيّل إنك تسير إلى الأمام تاركاً وجهك للخلف ، او أنك تسير في عالم واقعي بينما يجوب عقلك الخيال .. 
أنت هكذا ، كيف تسير ؟ 
تسير إلى وجهة واحدة .. 
" الهلاك " 
...........

...........
-٢٥-
عندما ُيفضلون الناس الخيال أكثر من الواقع 
و الماضي أكثر من الحاضر 
يتوقف الناس عن دعم انفسهم و تطويرها ، لأن من المحال لهم ان يبدو الخيال واقعاً ، 
و عندما يُهَمِّش الناس نوابغ و بطولات الحاضر عندما يستمرون في التحدث عن ابطال الماضي و أنه لن يوجد مثلهم هذه الأيام ..
سيستمر العصر في التجمّد بلا حراك ، 
و يخلِّد التاريخ أسوأ العصور .. 
تخيّل إنك تسير إلى الأمام تاركاً وجهك للخلف ، او أنك تسير في عالم واقعي بينما يجوب عقلك الخيال .. 
أنت هكذا ، كيف تسير ؟ 
تسير إلى وجهة واحدة .. 
" الهلاك " 
............

............
-٢٦-
هناك شخص خفيّ خلفك ، 
ملاصق لك ، يشعرك بالدمار من وراءك . 
منذ أن رأيته و انت لا تجد انك تبلي جيداً ..
يستمر في تدميرك .. يحطمك .. 
ازدادت مشاكلك اكثر بسببه 
لم تعد ترجو من نفسك شيئاً 
مهما تعبت و اجتهدت ، سيخطط للعبث معك .
تلاحقه ولكنك لا تصل إليه لأنه قريباً جداً منك 
تلتف للوراء فيختفي .. لا تستطيع ابداً ان تُمسكه .. 
تستمر في استبعاد ذاتك من قائمة المُشتبه بهم .. 
و تستمر في البحث المستحيل هذا .. 
الظل الوحيد الذي يقع وراءك .. هو ظلك .. 
أسأت الظن بالجميع ، تخلصت من جانبك السيء المُظلم بكل سهولة ،، 
و لكن ..
هذا ما جعلك تزداد سوءاً .. و تسيء الظن اكثر .. 
يضيع وقتك في البحث عن مدمر حياتك هذا ،، 
لا تصنع شيئاً لأنك تخشى منه .. 
انت فقط ،. من يدمر نفسك بنفسك .. 
..........

..........
-٢٧-
في مدمع عينيكِ حكاية ، 
شلالٌ يعبر في صمت .. 
يظهر عند الضيق ليوسعه .. 
يأتي في أقسى الأوقات .. 
يُمطر حين تجف الدُنيا .. 
صوتُ الماء الباكي في الأعماق.. 
و صدى الماء الجاري من مدمعك المسكين .. 
المبلول كثيراً .. 
حمراءٌ عينيكِ ، مُحترقة كالشمس .. 
...........

...........
-٢٨-
قتلوا حياتك حينما ، قالوا بأنك لم تعش يوماً حقيقياً كما عاشوا الحياة . 
قتلوا حياتك كُلها ، مَحو السنين و دمّروا لك ذكريات ! 
لم يبقَ شيء واحد من أجل أن تمضي الحياة .
...........

...........
-٢٩-
صباح الخير .. 
حين تمر أحلامي على عجل .. و توقضني نهايتها .. 
فأحسب أنها حَدثٌ حقيقيٌّ من الواقع .. 
تُفاجئني صباحاتٌ .. 
بأن الحُلم يجري كي يكون لنا حقيقياً .. 
و أن الحُلم قد نلقاه في غدنا .. 

صباح الخير .. 
حين تُطل الشمس في وَطني و مملكتي .. 
و تعبر في خيالاتي و أجندتي .. 
فتملأ قلبي النائم ، ضياءً دافئاً دائم .. 
و تُشعره بأن اليوم لي باسم .. 
...........

...........
-٣٠-
مددتُ يدي في البُحيرة ، كي أغسل جروحي .
مددت يدي لأمحو دموع ذلك الباكي الذي اراه . 
سحبتني البحيرة بداخلها .. 
أصبحت لي يدٌ تلوِّح في الهواء . 
تحاول النجاة .. تحاول ، لكنها تُسحب أكثر .. 
السماء ، الشمس ، الغيوم ، الطيور .. كُلها لم تستطع سحب يدي ، بالرغم من أنها تحاول الوصول إليها .
و ببطئ ، يصل الماء إليها أولاً .. حتى يغمرها وحده . 
فتختفي تلك اليد المرعوبة وحدها من على سطح البحر .. 
تتبعها فقاعاتٌ مجهولة المصدر ، لا يعيها أحد .. 
يُخبئ الظلام الدامس في قُعر البُحيرة جُثة ما .. 
يخبئها حتى لا يصل إليها أحد .. 
حتى لا تُجرح أكثر ، او تبكي أكثر ، أو حتى تعيش . 
ظلامٌ هالك و وِحدة .. و غريقٌ لا يريد النجاة رغم تلويح يداه لأي مُنقذ .. 
حتى لو كان يستطيع النجاة ،، سيطلق انفاسه البائسة في وسط الماء ، ليوقف الألم الماضي و القادم .. 
و يُنهي كُل شي .. في أوسط بحيرة الضياع .. 
.........

.........
-٣١-
تكون مربوطاً بين الأمل و الأسى .
لا تعرف أن تقف بالضبط . 
و أين تُقرر ؟ 
هل تضع حُلما جديداً لا يمكن له أن يكون واقعك ؟ 
أم تنفيه لتعيش بائساً بلا أحلام ؟ 
تعيش الحياة بلا طعم .. 

الأمر مُحير حقاً ! 
فأي طريق يناسب هذه الحياة ؟ 
هل نستمر في غبائنا و إيماننا أن حُلماً مُحال كهذا سيحدث ؟ 
حتى نُجرح حينما تلوح لنا الحقيقة بالقدوم ، و يثبت الواقع أنه حُلمٌ سيدوم .. 
للأبد .. 



لا يهم .. 
لنستمر و كأن كل هذا لا يهم .. 
سنعيش الواقع على انه خيال و اننا سنستيقض من حلمنا المؤلم هذا ، 
و نعيش الخيال كما لو كان واقعنا الذي نفتقده 
سنضيع الحياة بأية حال .. 
لذا ، لا يهم بعد الان .. 
...........

...........
-٣٢-
انا مثلك يا وطني حيٌّ ، يُحييني الأحياء ' 
لكني يا وطني أمرض و أُصاب بإعياء . 
...........

...........
-٣٣-
الجحيم ، أن لا يبقى جوارك أحد عندما تريد أي أحد جوارك ، 
و يأتي الكون أجمع جوارك حينما لا ترغب في رؤية أي أحد .
...........

...........
-٣٤-
نخيط الحكايا بفقر لغوي ، فننسج جزء جيد و اخر ممزق ، و جزء جميل و اخر بشع ، و ننتهي بقطعة بائسة من الحروف الناقصة تصف بعض من احوالنا و ما هو متوفر لدينا .. 
و تصف اخلاقنا و اهتمامتنا .. 
و تصف حتى امنياتنا التي لم يقدر الخيط المنسوج على تمثيلها بشكل اكثر واقعيه .. 
الحكايا هي قطعة من ارواحنا ، حتى و إن لم يقرأها أحد بجدية .. نحن أول من يقرأها كذلك .. 
انت تكتب من اجل نفسك اولاً قبل اي احد ، لماذا ؟ لأنك القارئ الوحيد الذي انت متأكد من وجوده ..
.........

.........
-٣٥-
لا شيء مثل سماءٍ واسعه ، تستطيع الصُراخ امامها بأعلى صوت ، ولا تقوم بإسكاتك ! 
..........

..........
-٣٦-
إنهم لا يُخبروننا الحقيقة .. 
هُم يغمروننا بالخيال منذ الطفولة ، 
حتى لا نعود نعيش الواقع ! 
مُتمسكين بخيالاتٍ كاذبه نعتقدها ستحدث ! 
حَتى يقتل الخيال جمال واقعنا ، 
و يقتل الواقع كل الآمال المتعلقه خلف الخيال ! 
...........

...........
-٣٧-
أتعلم متى يُنقدنا الحنين ؟ 
عندما ينفد منا الصَبر .. 
و نغوص في مشاكلنا ، تلك التي بلا حلول ! 
عندما نُحاط بمجال ضيق المدى .. 
عندما لا نُفكر أكثر بأي شيء جيّد يُنقذنا في مواقف كهذه .. 
ولا نستطيع تجاهل المشاعر السيئة حتى ! 
حتى نفتقد شخصاً كان ليُنسيناها .. 
او حتى ليساعدنا فيها .. 
او فقط .. يُغطي أعيننا عنها .. 
و عندما ينتقل التفكير إلى هذا الطيب المُنقذ .. 
الذي لم يعد بالقُرب .. 
يأخذنا الحنين إليه فنبكي شوقاً .. 
و يُنسينا همومنا جاعلاً نفسَه ذلك الحُزن الطاغي .. 
نستسلم لذكراه ، و نبكي و كأن كل شيء قد حصل لفقدانه .. 
نبكي حتى تنقضي الليالي و يعبر الوقت بكُل حِزن .. 

و حين يحين الغد .. 
نستسلم امام بقية الحُزن و البؤس .. 
فقد كانت ليلة الأمس جُرعة كافيه لإنتهاء ذلك الشعور البائس .. 
و نحاول مواجهة هذه المُشكلة الجديدة و كانها لم تَكُن نهاية العالَم بالأمس .. 
و الحقيقة .. 
أن تبكي على أمرٍ لا مفر منه ( كالوداع الأبدي ) 
افضل ألف مرة من ان تبكي أمام فُرصه جيدة لإنتهاء الألم .. 
و لهذا .. 
قد يصبح الحنين إلى ذلك الشيء المفقود .. 
مصدراً للحياة و الأمل .. 

...........

...........
-٣٨-
صوتٌ واحدٌ يُغني فوق الجبل ، 
يتألم حتى تهتز عِظامه .. 
صوتٌ كسيرٌ كصوت العذاب ، 
يصرخ دون توقف .. 
بُركانٌ يثور في الجبل ! 
يفيض من الدماء ! 
يغطي فوهة الأُغنية ! 
ويحبس الأنغام وراء غصات البكاء ! 
صرخاتٌ عالية ! 
و دموع ندم ! 
على كل هذه الآمآل .. الخائبة .. 
حدرجة إلى سفح الجبل ! 
عبورٌ أخير ، و صرخة النهاية - الموجعة - 
كاد أن يعم الصمت لولا آهاتُ من الصدى .. 
تُردد آخر لحظات الحُزن إلى بقية الجِبال ! 
حتى يتوقف جُرحٌ عميق .. و ينقطع سيلُ الدِماء ! 
بُركانٌ خامد .. لا يتحرك بَعد .. 
ميّتٌ فوق قشرة الأرض .. يبحث عمن يحتويه .. 
.........

.........
-٣٩-
تنَفَّس 

حتى لو غرقتَ بداخل أعماق مُحيط الحُزن !
هُناك انبوبة صغيرة تربطك بالهواء الخارجي ! 

كُن هادئاً مثل نسيم البحر ، 
حتى لو ثارت فيك الأمواج ! 
و فاضت من فوق ارضك المياه ! 
كُن هادئاً بقدر ما تستطيع .. 


توقف .. 
توقف عن إرباك نفسك ! 
لا تتوتر ! لا شيء يحدث من حولك ! 
كل هذه الأفكار تدور في عقلك وحدك ! 
توقف ! 
كُل شيء بخير ، لا تُفكر أكثر ! 

كُل شيء بخير ! 
إهدأ !
.......

البُكاء منفذ ، و الغضب منفذ ، و الصراخ منفذ .. 
و لكن كيف لك أن تعبر في منفذ صغير بهذا الحجم ؟ 
يحق لك التنفس بعمق في تلك المنافذ الصغيرة ! 
يحق لك التنفيس عن كل هذا السوء بداخلك ! 
و لكن ، محاولتك للخروج عما يُحزنك عبر هذه الفتحات .. 
هو اليأس بحد ذاته ! 
حتى لو لم تجد بوابة واسعة ، من اليأس ان تلقى حلاً في بُكاءك ! 
لستَ طفلاً يلاقي ما يُريد من صُراخة ! 

........


قد تخنقك المشاعر حتى لا تجد لك منها مُنقذاً ! 
حتى تؤذي نفسك لتتخلص منها ! 
و ربما تحرم نفسك الكثير ، لتوقف أي مشاعر أُخرى جديدة .. 
ولكن ، أنت هكذا تُقلص لحظاتك لتصب كلها في مزاجٍ سيء و شعور بائس ! 
..

لا نُبصر عندما تُحيطنا هالة الحُزن السوداء ، 
يزداد العَتَم .. حتى لا نُبصر شيئاً .. 
و لو اننا أغلقنا أعيننا بُرهة ، لنُبصر أنفسنا .. 
ربما ينتهي كُل هذا الأذى .
..........

..........
-٤٠-
ليس من السهل أن تكون مكافحاً ، و الا تكون ..

..........

..........
-٤١-
أسوأ خسارة ، هي خسارة ذاتك ..
..........

..........
-٤٢-
دعني أُقلّّبُ ما بقلبي من جروح ، 
لا الصمت يكفي كي يداويها ولا حتى البُكاء .. 
لا الدمع طهّرها ولا سيلُ الدماء .. 
في كُلٍ يوم عابرٍ أثرٌ جديد ، ولا انتهاء .. 
دعني أُقلّب علّني ألقى بواحدة شفاء .. 
..........

..........
-٤٣-
لا أحد يُجيب ، مهما ناديت .. 
مهما حاولت .. مهما تمنيت .. 
سيبقى الأمر غريباً بالنسبة لك ، 
لكنه واضح اذا ما فهمت لماذا ؟ 
لماذا ، كل شيء يسير بطريقة صعبة .. 
لماذا لا احد يهتم بك ، بينما يدّعون ذلك .. 
ستفهم ذلك ، لو تركت الجميع وراء ظهرك .. 
و فكرت لدقائق ، كيف يعيشون الان .. 
و كيف ينسون البشر الأحياء قبل الاموات .. 
و كيف يتخلون بسهولة ، عن شخص مهم جداً .. 
.. 
فكر .. 
لتعرف انك لست بحاجة بعد لتنادي أحداً .. 
لتعرف انك مخدوع .. لآخر لحظة .. 
لا أحد سيسمعك ، ليس لأن صوتك ضعيف .، 
لأنهم يتجاهلونك .. 
ولا أحد يجيب عليك ، لأنهم لا يرغبون بذلك ،. 
دعهم عنك ، و نادِ لنفسك .. 
مرة واحدة .. للابد .. 

،
أغلق يداك ، ليس سهلاً أن تمدهما للا أحد ~ 
ليس سهلاً ان تنتظر للأبد ~ 
أغلق يداك ، متظاهراً انك كُنت تلتمس الهواء .. 
، 
قُم بمصافحة نفسك .. 
و الترحيب بنفسك .. 
و احتضان نفسك .. 
و رعاية نفسك .. 
و حماية نفسك .. 
و كل شيء من نفسك لأجل نفسك ، 
فلا احد سيفعل ذلك لأجلك ، غيرك انت ..
،
لا احد سيعتني بك مثلما ستفعل انت .. 
..........

..........
-٤٤-
لم اعد اعرف ما أفعله .. 
أُغطي عيني بكفيّ ، و أبكي .. 
أغرس رأسي في تلك الوسائد و اصرخ فيها .. 
احياناً اختنق فأُحاول التنفس ، أُحاول ولكنني أعود إليها قبل ذلك .. 
أُحاول إيقاف هذا الحُزن ، عندما أفعل .. تبدأ يدي بالارتجاف و كأنني أُحاول كُتمان لسعة كهربائية في داخلي .. 
أشعر بألم في قلبي .. 
أشعر بمرارة شديدة في فمي .. 
احياناً اشعر بالغثيان .. 
لاشيء يحلُّ المُشكلة .. أجهل المُشكلة .. 
هل تعلم أن الليل طويل ؟؟ 
طويل حتى أنه يكفي لكل هذا الألم .. 
يكفي لكل الحروف .. لكل الصراخ .. 
يكفي لأن تفعل كل شيء ، و تنام بعد كُل شيء كأنه لم يكن شيئاً .. تنام حتى تنسى كم بكيت .. و مما شكيت ..
و حتى يأتي المساء و تتوسد وحدتك .. 
و يغمر الهواء ، زفير بُكاءك .. 
آهٍ ، كم مضى من الليل من أسى. 
آه ، كم أوجع الصُراخ قلبك .. 
آه على كُل هذا .. حتى ينتهي .. 
كأن المساء كُتب له أن يبقى هكذا .. 
و كأنه حظك العاثر الوحيد .. 
السماء تُشرق دونك ، تلتهم أحلامك .. 
تستيقض لتعلم أنه يوم آخر .. يومُ عابر مُر .. 
و أنه يتوجب عليك ان تعيشه .. لوحدك .. 
تهطل السماء أساها عليك ، تُسقي جروحك العطشى التي جففتها الأيام الطويلة .. 
أيُّ حظ هذا الذي يأخذك إلى حتفك ببطء ؟ 
سيختبيء الظلام فيك .. 
سيرميك إلى الفراغ .. 
سيختفي حُلمك ، لا .. لا تخشى شيئاً .. 
ستجعلك الأيام مجهولاً ، مثل شجرة في اوسط غابة .. 
ستُصبح أنت كظلك ، و ظلك انت .. 
لا تبكِ بعد الان ، فلا صوتٌ آخر لديك .. 
ستُصبح أمساً ..
ثم لن تعود بعدها .. لن تعود انت .
أيها المسكين .. المتكئ على الشُفرة .. 
.......

.......

-٤٥-
لا أحد لديه أُمنية سريعة التحظير ! 
........

........
-٤٦-
صعب ، كتأمل الشمس بأعين عارية .. 
و سهل ، ك رؤية القمر في ليلة صافية .. 
........

........
-٤٧-
قلبك القاسي ، كالبيضه ينكسر بسهولة .. 
........

........
-٤٨-
الشعر بحر ، 
و القصص كَونٌ كامل .. 
.......

.......
-٤٩-
سمعتها كثيراً " أعط الخباز خبزه " ، لماذا نقوم بشراءه إذاً ؟ 
.........

.......
-٥٠-
ربما يكون سرّ المُخلص ، شيء من الخيانة . 

.........

النهاية . 
ألقاكم في وقت قريب إذا شاء ربي ❤️ 
خمسون ورقة قُمت بتجميعها لكم من قُصاصات المُذكرة العريقة . 
سأحب مساعدتكم وقت الحاجة ❤️، 
*أُقدم خدماتي المجانية دائماً و ابداً لأصدقائي الانترنتيين ❤️.. أُقدمها للُطفاء الرائعون فقط 🌚✋🏻! 
" لأنني لا أرغب بسماع حديثٍ سيء بعد " 
ألقاكم فيما بعد ❤️
صديقتكم الزرقاء ( هيلَه ) -❤️- 
و حتى يحين موعد آخر ، كونوا بالقُرب .. 

الجمعة، 22 يوليو 2016

قَفَصْ | قِصَّةٌ قصيرة

اهلاً مجدداً اعزائي القراء .. 
هذه قصة قصيرة كنت قد اشتركت فيها مسبقاً بمسابقة ما .. 
في الحقيقة أتمنى ان تقرأوها لأنها حازت على المركز الاول دون ان يعلم احد ان كاتبها أنا ">_> .. 
لذا ارجوكم استمتعوا بقراءتها ^~^ .. 



-
يعبر الخيالُ فينا و يغطي كُل ظلام الواقع ، 
و يعمينا عن ضوء الحقيقة اللامع من بعيد ! 
كل فجوة تعاسه او نَقص ، كُل شيء مُحال .. 
يأخذه الخيال قريباً ، أمام أعيننا العمياء ! 

و كما أن العصى نتكئ عليها في حال تأذت اقدامنا ، 
نحن نعتمد على الخيال عندما يُصبح الواقع رثّاً بعض الشيء بالشكل الذي يعيقنا عن الحياة الحقيقية  ! 
حيث يصبح الخيال باباً وهمياً لأمل متوهج ، و يكون اقرب لسراب الصحراء .. لا يروي أحداً .. لكنه يُروى في كل جفن اسود و في كُل هدوء و سكينة . 

---


لطالما عانيتُ من نقص شديد في النظر ، يُحيل أي منظر ما إلى لوحة رسام لم تكتمل بعد خطوطها ، لم يكن من المهم حقاً ذلك كوني استطيع رؤية اي شيء ما بالقُرب مني ، وليس من شيء لأنظر إليه بعد اليوم ، فأنا أعمل في دار أيتام صغيره كنت قد نشأتُ فيها -ولا أزال أفعل - جوار اطفال كثيري البكاء ، وحيدين ، لا يعلمون شيئاً عن العالم الخارجي سوى انه مخيف و مُرهب و رُبما لا تزال تلك الفكرة تدور في عقول قاطني هذه الدار حتى لو بلغوا من العُمر ما بلغوا .. 
كان من الخاطئ جداً عبور بوابة الدار الصغيرة لأي ظرف كان ، فالخارِجُ لا يعود ابدا، سيودع جماعته الصغيرة للأبد .. 
و أما أنا ، فلا جماعة لدي في هذه الدار الصغيرة .. 
لقد وُلدتُ لأتعلم أن لا يبقى أحد معي و أصبحتُ ارفض تصديق ما يُقال من اقوال في قرارة ذاتي و ارفض حقيقة السجن المسكين الذي احتضننا بكل حنان و شفقه و كُنت ارفض أني هنا ، ووحدي من يعلم اني ارفض ! 
و كان يُخجلني ضعف ممن هم على شاكلتي ، و انكسارهم للزمن .. 

في كُل ليلة سوداء قاحلة ، كنت اتسلل من المنزل ك لصّ يطمع في سرقة مجهورات سيدة غنية ، و اتجه إلى ما قبل سور الدار ، لأُطِلَّ على القمر الذي لا اراه جيداً ، و التل الربيعي ربما ، الذي كأنما ارى من خلفه غابة من أشجار الأرْز الطويلة و أُشاهد كل هذا الغموض الجميل الموجود في كل زاوية من زوايا الكون و كنت احسب ان ما اراه الان هو ما يراه الاخرين و هو ما يوجد في الصباح و هو ما يحكي عنه البشر في حكاياهم .. 
كُنت سعيدة بكل هذا الليل 
و حين يقترب الصبح اتسلل مرة اخرى إلى الداخل و أُمثِّل أني قد استيقضتُ للتو من نومٍ عميق .. 

كان هذا ما يحدث لي كُل يوم ، حتى قررتُ هذا اليوم المجازفه و الخروج من هذه الدار الصغيره نحو ذلك العالم الواسع الذي اجهله تماماً ،. 
كان من السهل اختيار القرار .. 
قمت بتجهيز العتاد للسفر خارج هذا الوطن الصغير و تسللتُ للمرة الأخيرة حتى تخطيتُ ذلك السور القصير ! 
و انطلقتُ نحو العالم المُرهب بكُل قوة و شجاعة !! 
و بقيت طوال الليل اسير إلى اي اتجاه اخر لا يُعيدني للدار .. 
كان الهدوء يُحيط المدينة بينما أنا اسير وحدي في هذه الشوارع بلا أي تدخل ! كُنت استكشف هذا الكون و أصفه لنفسي وحدي كما لو انني الشخص الحَي الوحيد في هذه المدينة .. 
اقترب الفجر الذي لم اراه ، و انتشر الضياء بشكل خُرافيّ ! 
أنار المنازل الجميله ! و لوّن الأشجار الصغيره و الورود !! 
كان شيئاً لا يوصف !! 
رغم كل التعب الذي حصلتُ عليه من قلة النوم و السير ، إلا ان الوقوف امام هذا الانتشار العظيم للسماء الجميلة ، يُنسيني نفسي !! 
و أضاف لسوء نظري لمسة جميلة !! منها أصبح المنظرُ مُشرقاً مُنيراً أكثر !! 

مر وقتٌ طويل حتى خرج الناس من سُباتهم .. 
و حتى انتهت لحظاتُ التأمل الساكنه الهادئة .. 
اصبحتُ اتمشى في المدينة منبهرة من كُل شيء ! 
كُنت احسب الخارج مُشابه لتلك القِطعة الصغيرة التي كنت اعيش فيها .. 
شاهدتُ ألف شيء غريب للدرجة التي تجعلني أرتجف حماساً ! 

حانت الظهيرة ، و أشعلت الشمس شُعيرات رأسي ! 
مضيتُ النهار كُله في الشوارع الغريبه ، اتمشى في الأرجاء و اتعلم عن هذا الكون الجديد ، إلى أن غرّد العصفورُ الجائع في بطني ، فأكلتُ شطائر الجُبن سريعاً و أكملتُ الرحلة .. 
 
يالَ هذه الأرض الواسعه ! 
و البشر السُعداء ! و الأطعمة الغريبة ! 
يالَ هذه المدينة الجميلة المخفية ! 

 استمرت الرحلة طويلاً .. 
حتى حفظتُ اشكال المباني و باتت متشابهه الان في نظري .. 
يوماً بعد يوم ، أصبح كُل شيء طبيعي بالنسبة لي و يوماً بعد يوم انتبه لنفسي أكثر مما يُحيط بي ! 
لم يعد المكان مُبهراً اكثر ، قُمت بمشاهدة كُل شيء ! و أيضاً ، لم اكن أملك ما يكفي من مال و الرحلة هذه تستمر مدى الحياة .. 
لم اكن افكر في نفسي سابقاً .. لم اكن اعلم أن لا أحد يلاحظك هنا حتى لو تجرأت لتسأل .. 
مالذي ستقوله ؟ مالذي افعله للعيش هنا ؟ 
ذهبتُ إلى إحدى المطاعم الصغيرة و سألت البائعة كيف احصل على المال هنا و كيف اعيش في هذه البلدة ؟ 
سألتُها مُضطره لا راغبه .. 
ضحكت قليلاً و اخبرتني أنه بإمكاني العمل في إحدى الأماكن في البلدة و ربما يسمحون لي بالعيش في المكان الذي أعمل فيه  ، و عقّبت حديثها بأنها لا تستطيع توظيفي كونها قادرة على العمل وحدها .. 
سألتها كيف سيكون العمل و إلى أين اذهب ولكنها أخبرتني أنها لا تعرف مكاناً مناسباً و لكن لو قمت بالبحث في الأرجاء ربما أجد شخصاً اخر يستطيع مساعدتي .. 

خرجتُ من هُنا متجهةً إلى مكان لا اعرفه .. 
بحثاً عن شخص طيب يستطيع مساعدتي ، 
وجدتُ ضالتي أخيراً في مَحل صغير لتصليح الأجهزة المنزلية المعطوبه ، كُنتُ متردده نوعاً ما لأنني لا أعرف ابداً كيف سأقوم بالعمل هنا ، لكنه المكان الوحيد المتبقي لي .. 
وجدتُ رجلا كبير العمر رث الملابس مبعثر الشعر،  سُعدتُ لأول مرة ، فربما يعطف هذا الرجل الكبير على شخص مثلي ، كُنتُ متفائلة جداً ! 
لكنه قابلني بأعين باردة ، و كأن جسده المتعب قد حصل على كل هذا التعب من الحديث معي فقط ..
بالرغم من ان وجودي قد يساعده هو الاخر ، الا انه لم يرغب بوجودي إطلاقاً .. 
لم أحتمل معاملته لي و قمتُ بالخروج .. 
 عُدتُ إلى أول امرأة ذهبتُ إليها و سألتها عن رفضها لوجود شخص يساعدها ، لكونها تعمل وحيدة في المطبخ و البيع .. 
اخبرتني أنها بحاجة للمال أيضاً ، لذا لا تستطيع التفريط بالمال لموضف اخر و لهذا تقوم بالعمل الشاق وحدها .. 
لذا قلت لها إن كنت استطيع العمل هنا مقابل العيش و الطعام فقط .. لأن لا مكان اخر استطيع العيش فيه .. 
و أنني قادرة على الطهو و التنظيف بشكل جيد و قادرة على مساعدتها بطهو وجبات الغداء الاساسية أو أي شيء اخر هي بحاجة إليه .. 
و قد وافقت على هذا بل أنها رحبت بي و بوجودي معها .. 
و استمريت في المطعم ، اعيش في حُجرة في الطابق السُفلي منه و اقوم بتجهيز الأشياء و بيع الطعام للزبائن و ما إلى ذلك .. 
كانت السيدة لطيفة جدا و سخية معي بالطعام و الشراب وكانت عائلتها عائلة محترمة ،  تمنيتُ لو أنني كُنت بينهم مُذ خُلِقت .. 

مضت سنة كامله و انا اعمل معها في مطعمها الصغير ..
 إلى أن سائت صحة السيدة في بداية السنة الجديدة ، واضطر زوجها إلى تأجير الطابق السُفلي الذي يحوي المطعم و بقية الغُرف الأخرى .. لأن السيدة لن تكون قادرة على العمل فيه ، و المبلغ الذي يحتاجونه للعلاج لا يُغطيه المردود المادي من المطعم .. 
و اضطررت انا بنفسي للخروج من المكان دون أن أُحرجهم أكثر أو أجعل نفسي عالة عليهم مع أطفالهم .. 
أردتُ البحث أكثر عن مكان اخر .. ولكن لا أحد كان لطيفاً كفاية ليبقي شخص اخر معه .. 
ولم اكن اريد العيش مع احد يريد إهانتي و الإسائة لي .. 
علمتُ حينها أن شفقة الدار تلك أرحم و ألطف من إحتقار هؤلاء البشر .. 
أردتُ العودة حقاً .. ولكنني كُنتُ خائفة من أنهم سيرفضون عودتي هُم أيضاً .. 
ولكن .. يجدر بي العودة سريعاً .، قبل أن يسوء الوضع أكثر .. 
الشيء الوحيد الذي اعرفه عن مكان الدار ، انها خلف غابة كبيرة .. 
سألتُ الجميع و أخبروني أنهم لا يعرفونها و أن هناك غابة بعيدة جداً عن البلدة لربما تكون هي من أقصدها .. 
و قبل أن أهم بالذهاب .. وجدتُ شخصاً كُنتُ اعرفه في السابق !! كان يقوم بتوصيل متطلبات الدار للداخل ،
كيف يعيش هذا الرجل هنا و الدار بعيدة جداً عن البلدة !!
قُمتُ بمصافحته و لم يعرفني كون الدار مليئة بالاشخاص و كونه لا يأتي الا في فترات متباعده ! 
سألته عن الدار التي كنت اعيش فيها و أخبرني أنها قريبة من هُنا ..و سألته أيضاً إذا كان يستطيع إيصالي لها لأنني لا أعرف أين تكون .. فأخذني إليها .. 
في لحظة وصولي علمت أن الدار تقطن في مكان نائي بعض الشيء و ان الغابة لا وجود لها في الحقيقة و ان الدار أصغر مما كنت أعرف .. 
دخلتُ إليها نادمة ، خائفة من مواجهتهم ..  لكن .. استمر الجميع كما كانوا ، كما لم أذهب طويلاً وكما لو انهم اعتادوا على هذا لولا انني اطلتُ البقاء خارجاً اكثر من المتوقع ، و استمريتُ فيها كما في السابق عدا انني اصبحت أنام ذلك الليل و اعرفُ ان تلك الغابة الكبيرة مُجرد تل و ان لا شيء آخر قادر على احتضاني سوى هذا المكان الصغير و أنني باقية فيه إلى ( الأبد )  ..




تمت .


و اخيراً .. لا تنسوا كتابة تعليقاتكم عن القصة في انستقرامي .. لأنني حقاً انتظر تعليقاتكم *^* !! 
ايضاً لي عودة بإذن الله #~# ..