Responsive Ads Here

السبت، 19 مارس 2016

أحاديث نفس | النُدرة المستبقرة .

ربما تكون هذه أول تدوينة كتابية لي و لكنني أُفكر في بدء هذا النوع من التدوينات هُنا ،
و ألا تكون المدونة حصراً على جانب واحد ..
أتمنى أن يروق لكم *,*








-

أجبن أنواع البشر ، ذلك الشخص الذي يأخذ كُل حدث سيء أصابه في حياته بكُل حقد على شخص بريء عبر امامه في حياته! 

تذكرتُ شيئاً شاهدته قبل فتره زمنيه لشاب سعودي يقوم برفع مقاطع شبه يوميه على اليوتيوب ،. 
ذلك الفتى بكل براءة دخل إلى محل حلاقة يُديره مجموعة من أصحاب البشرة السوداء .. 
حيث قام هؤلاء البَقر بمعاملة ذلك الفتى و الذي يبدو من مظهره انه شخص طيب لن يؤذي شخصاً معاملة ارهابي مجرم .. و بدأو بتفتيشه و كما لو ان هذا الفتى قام بالدخول لسجن اجرامي وليس محل حلاقه صغير و ايضاً كما لو انه ليس من الزبائن الذين يجب عليهم احترامهم و تقديرهم ! 
شعرتٌ بحقد دفين على هؤلاء البَقَر وليسوا بشر .. لماذا ؟ 
لأنهم ليسوا أشخاص عاديين !! 
فأنا أعلم أنهم قد واجهوا عُنصرية ما في مرحلة من مراحل حياتهم ! 
و لهذا ! و لهذا فقط أنا أعتب على فعلهم !!
الجيد في الأمر أن ذلك الرجل الطيب لم يفهم معاملتهم البذيئة إلا بحُسن نية و لم يلحظ تربيتهم السيئة و اخلاقهم المُنحطه ليفعلوا شيئاً كهذا !
لماذا ؟ 
لماذا تُحب أن تُغيض شخص بريئ بنفس الطريقة التي تمت إغاضتك بها ؟ 
لماذا عندما يقوم العالم أجمع بإيقاف أذاه نحوك تقوم أنت ببدء الأذى نحو كون آخر غير هذا الذي سبب لك الألم ؟ 
لماذا تواجه شخص طيب لا يريد لك الحُزن و تقوم بالضحك عليه او القسوة عليه فقط لأنه لم يُفكر انك ستفعل ؟ 


كيف عندما تعرف الألم ، و شعوره .. 
يُسعدك إعادته لشخص آخر ! 
كيف تنتقم من كل هذا الأذى لشخص لم يُجرم بحقك ولو قليلاً و انت اكثر من يعلم كيف تجرح هذه الأشياء !! 

لنترك هؤلاء المجموعة المجنونة ! 

ذات الأمر يحدث من شعب كامل حقير  يُدعى ( إسرائيل ) !! 
كيف تُسعَد بأذية غيرك بنفس الطريقة التي أوذيت بها  !! 
و كيف لا تملك قوة كافيه لتنتقم بيديك ممن آذاك ، لا ممن ابتسم بوجهك ! 
أيُّ جبان حقير انت ؟ 

كيف يُسعَدون ؟ 
هؤلاء الفئة المجنونة من البشر ؟ 



( و أما عن أصحاب البشرة السمراء الذين ذكرتهم ، 
فأنا لا أقصد بهم ككل و إنما هؤلاء المجموعة المستبقرة فقط ، 
و أنا أعلم أن غالبية أصحاب هذه البشرة طيبين جِداً و يخفون بداخلهم عطف و مُسامحة لا مثيل لها .. 
ولكن عتبي على من مَسَّهم الشر و الحِقد و الأذى .. 


لقد واجهتُ أنا أمر كهذا ، 

مرتين في حياتي ، 
انا لا اتحدث عن مقدار السوء الذي يحدث للآخرين .. 
انا اتحدث عن السبب الذي يجعلك تُحب أذية من أعانك حين كان الجميع ضِدك ! 
عن السبب الذي يجعلك ترغب انه يكون مكانك !!
فقط لأنه أراد أن يكون ذلك الداعم الوحيد لك لفترة وجيزه تنهيها انت حين يتحسن حالك !! 

اذكر اني افنيت اول ٣ سنوات من الإبتدائية مع فتاة أجنبية لم يكن من أحد يرغب بالجلوس معها ! 
و كُنت غاضبة من أفعال الفتيات الأُخريات كونها فتاة لطيفة لم يصدر منها سوء .. 
و ضللت معها ، أدعمها بكل قوة حتى يلاحظ الجميع أنها فتاة رائعة و مميزه و ان لا شيء سيء فيها ! و لماذا لأنها أجنبيه تتم كل هذه العنصريه عليها .. 
حتى ثلاث سنوات بقيت صديقتها ولم اتخلى عنها ابداً !! 
و حتى عبرت هذه الثلاث سنوات اصبحت شخص رائع و كل الاشخاص من ذات الجنسية لهم مكانة في المدرسه و رُقي و الجميع يعاملهم و كأنهم أصدقائهم ! 
و حتى انتهت السنة الثالثه و اختفت هذه العنصريه السيئة .. 
واجهت شيئاً سيئاً لم أكن اتوقعه طوال حياتي .. 
تركتني تلك الفتاة بكل بساطه و غادرت مع صديقات من نفس جنسيتها .. 
ناكرة كُل جميل و كُل وقت .. 
بل لم تتوقف عند هذا الحد ، 
لقد واجهت مُشكلة انقلابها مع جماعتها ضدي و قلب جميع المدرسه ضدي .. 
و اعترف ان السنة الرابعه كانت كالكابوس لأنني واجهتُ فيها مصائب شتى بالرغم من أنني لم أؤذي مخلوقاً قط .. 
و لكن كيف لي ان افهم مخلوقاً يِتمتع بتكرار أذاه على من أعزَّه ؟ 

و حتى عبرت الأيام و تقلبت الاحوال مرارا و تكرارا .. 
واجهتُ ذات المصير مع فتاة مسكينة في الصف الاول متوسط ربما .. و كُنت اتعجب منها محاولة استرضائها لمجموعات في الفصول و عزمهم على المأكل و المشرب .. 
و بدلا من ان يطلبوا منها شيئاً هي كانت تطلب منهم ان يأخذوا منها ما جلبته لهم .. 
كان فعلاً غريباً استنكرته منها حقاً ! 
لماذا تُهين نفسها لتلك الدرجة رغم ان لا احد قد طلب منها ذلك ! 
كنت احسب في البداية انهم من يأمرونها بذلك ، و لكنني علمت فيما بعد انها خدمة ذاتيه تُقدمها بنفسها لهم .. 
عموماً .. 
كانت صديقتي لثلاث سنوات تقريباً و في  منتصف السنة الثالثة واجهتٌ شيئاً مُضحكاً ! 
كانت تُحاول إهانتي حتى تشعر أنها شخص قوي ! 
ولكنني لم أعد ذلك الشخص الغبي حتى تنطلي لدي ذات التجربة ، و ممن ؟ من شخص يُحِب إذلال نفسه بشده ؟؟ 
ربما قد سَمِعَت حديثاً ان ما تفعله مُذل او انهم قاموا بإخبارها أن تتوقف عن فعل هذا و شَعَرت بالإهانة لذا كُنت اول فريسة لها حتى تُظهر قُوتها الكاذبه علي ! 
ولماذا هذه الحقاره ؟ لماذا تفعلين هذا للشخص الذي تَقبلكِ بكُل ما فيك ؟ 
الشخص الذي يُقدم لكِ دون أن يأخذ منك شيئاً ! 
واجهتُ أشخاص حقيرين في حياتي .. 
علموني معنى : 
إن أنت أكرمت الكريم ملكتَهُ ، و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا ! 

لماذا تنتقم من شخص سيساندك إذا ما سقطت ؟ 
و سيستمع إليكَ إذا ما شكوت ؟ 
لماذا تستمتع في أذية الشخص الوحيد الذي يفهمك ؟
لماذا تكون شُجاعاً قوياً للشخص الذي يريد أن يكون سلمياً لطيفاً معك ، و تصبح ذليلاً جباناً امام من تخشى انه ربما يُفكر في أذاك دون ان يفعل حتى ! 


تعلمتُ أن من العدل لنفسك أن تُحارب هذا الجبان ليعرف مكانته ، لأن لا شيء أسوأ من أن يُهينك من أهان نفسه بنفسه .. 
ترَفّع عن هؤلاء ولا تدع لهم مكاناً لإهانتك و إذلالك .. 
فمن الظُلم لنفسك ألا تفعل ! 
و حقارتهم ليس لها مكان لتُفعل فيك .. 
هؤلاء جُبناء .. ظنوا أنك ستضل طيب معهم مهما فعلوا .. 
من السيء أن تُكرمهم بطيبتك ! 
لأنهم سيتمادون في حقك كثيراً و هُنا أنت تُهين نفسك أيضاً بغير داعي .. 

انا فقط .. 
اتعجب من فعلهم .. 
و كيف يرغبون و بشدة أن يخسرون من يُحبهم بكل صدق حين قام الجميع بكُرههم .. 
و كيف يرغبون و بشدة ان يكسبون رضا مسبب تعاستهم في وقت  سابق ضناً منهم أنهم لن يعودوا ليبثوا فيهم السُم مجدداً .. 
و أعلم أن ما يحدث كما شاهدت .. أن هؤلاء أُعيدوا لذلك الشعور السيء مجدداً ، و لكن لم يعد من أحدٍ ليبقى قُربهم لأن الجميع يعلم بنكرانهم و حقدهم تجاه من يمد لهم يد العون .. 

و يبقى السؤال .. ما فائدة هذا الأمر ؟ 
وهل يستحق الأمر هذه الخسارة العظيمة ؟ 
هل هو استخفاف بالعقول ؟ 
ام مجازفه من دون تفكّر ؟ 
او انها مجرد فكرة رهيبة بدت رائعة في أعينهم ؟
هه ! لا زلت لا أفهم الأمر بعد ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق